توقع كي يونغ جو، المدير التنفيذي لشركة CryptoQuant، أن يبقى سوق البيتكوين في حالة تراجع لمدة لا تقل عن ستة أشهر، حيث أظهرت البيانات المستخلصة من السلسلة على الرغم من التدفقات المالية المتزايدة، عدم وجود حركة ملحوظة في الأسعار.
شهدت العملة الرقمية البيتكوين بداية صعبة في شهر أبريل، إذ هبطت إلى أدنى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع، حيث بلغ سعرها 77,077 دولارًا. وفي منشور نشره بتاريخ 5 أبريل على منصة X، أشار جو إلى أن حالة السوق الهابطة للبيتكوين تنعكس في المؤشرات المتعلقة بالسلسلة مثل القيمة السوقية والقيمة المحققة.
تعرف القيمة المحققة بأنها المبلغ الفعلي من الأموال التي تدخل إلى البيتكوين بناءً على تحركات المحفظة، بينما تعتمد القيمة السوقية على أحدث الأسعار في أسواق التبادل. وعادةً ما يظهر السوق الهابط من خلال ركود أو انخفاض في القيمة السوقية رغم ارتفاع القيمة المحققة، مما يدل على أن الأموال تتدفق إلى السوق، إلا أن الأسعار لا تتفاعل معها.
تصفح أيضاً: أسواق الأسهم تتراجع بشكل حاد مع تصاعد التوترات التجارية وخفض الفائدة المتوقع
ووفقًا لجو، تحدث السوق الصاعد عندما تؤدي تدفقات رأس المال المعتدلة إلى دفع الأسعار نحو الأعلى. إلا أن الاتجاه الهابط الحالي يستمر مدعومًا بحقيقة أن عمليات شراء رأس المال الكبير لم تؤد إلى رفع سعر البيتكوين. وأشار إلى أن البيانات التاريخية تشير إلى أن عكس الاتجاه في سعر البيتكوين عادة ما يستغرق وقتًا لا يقل عن ستة أشهر، ما يجعل من غير المحتمل حدوث انتعاش سريع في الأجل القصير.
وفيما يتعلق بالربع الأول من العام الحالي، ذكر أن البيتكوين شهد أسوأ بداية له منذ عام 2018، حيث انخفض بنسبة 11.8%. وقد كانت الخسائر التي شهدها الربع الأول في السنوات الماضية لها تأثيرات متنوعة على أداء البيتكوين السنوي، فعلى سبيل المثال، في عام 2020، تسبب وباء كوفيد-19 في انخفاض بنسبة 9.4%، لكن البيتكوين أنهى العام بزيادة تجاوزت 300%. ومع ذلك، فإن الخسائر التي سجلتها البيتكوين في الربع الأول من سنوات 2014 و2018 و2022 كانت تشير إلى انتهاء موجات الصعود، وتبعها دخول السوق في مرحلة التراجع.
جاء هذا الانخفاض الأخير بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة أثرت في الأسواق العالمية وأثارت حالة من التقلبات. وعلى الرغم من أن البيتكوين شهد زيادة في قيمته بعد انتخاب ترامب، فإن وضعه كملاذ آمن اقتصادي في الولايات المتحدة أصبح موضع شك بسبب هذه الرسوم، مما ألقى بظلال من القلق بشأن احتمال حدوث ركود اقتصادي. في الأشهر المقبلة، سيكون اختبار صمود البيتكوين في مواجهة هذه التحديات الاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية.