يشكّل فيلم الدشاش 2025 عودة درامية تحمل طابعًا شعبيًا حادًا، تزامنًا مع محاولة بعض الأسماء البارزة في السينما المصرية استعادة الحضور على الساحة بعد فترة من الغياب أو التراجع. وقد أثار العمل منذ طرحه تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل، واهتمامًا متزايدًا من الجمهور، خاصة مع تداول الآراء المتباينة حول قصة فيلم الدشاش وبنائها الدرامي.
النوع:دراما – أكشن
اللغة: العربية
البلد: مصر
سنة الإنتاج: 2025
الإخراج: سامح عبد العزيز
قصة فيلم الدشاش
تدور أحداث قصة فيلم الدشاش حول رجل يُدعى “الدشاش”، يمتلك ملهى ليلي، وينخرط في علاقات متشابكة وأعمال غير مشروعة. يواجه بطل القصة أزمة صحية مفاجئة تغيّر مسار حياته، بعد أن يخبره الأطباء أنه مصاب بمرض خطير ولن يعيش طويلًا. تحت وطأة هذا الحدث الصادم، يقرر التخلي عن أسلوب حياته السابق، توزيع ثروته على أقاربه، والسعي نحو التوبة.
إلا أن تحولًا دراميًا حادًا يقع لاحقًا حين يكتشف أن المرض لم يكن حقيقيًا، وإنما خدعة، ما يدفعه إلى الانقلاب مجددًا على ما اتخذه من قرارات. ومن هنا تبدأ تقاطعات القصة في منحنيات متغيرة، تمزج بين محاولات الانتقام، والمراجعة الذاتية، والصراعات الإنسانية، داخل عالم مشبع بالتناقضات الاجتماعية.
تصفح أيضاً: قصة فيلم حياة الماعز 2024 … نقاش حول نظام الكفيل
يحمل الفيلم في خلفيته الرمزية إشارة إلى مسرحية “الملك لير” لويليام شكسبير، حيث تتكرر بعض الخطوط الدرامية المرتبطة بالتنازل عن الثروة، ونتائج القرارات المصيرية غير المدروسة، بما في ذلك آثارها النفسية والمجتمعية.
بناء الحبكة
اعتمدت قصة فيلم الدشاش على قوس تحولي مزدوج، يتضمن مرحلتين من التحول في شخصية البطل، تبدأ بالتوبة، ثم تنتكس إلى المواجهة والانتقام. تتضمن القصة مفاجآت سردية مرتين، بما يشبه “twist” يتبعه ما يُعرف بـ”السمكة الحمراء”؛ أي الكشف المفاجئ عن حقائق تغيّر من مسار الحدث.
الهيكل السردي اعتمد على تقنيات الفلاش باك والاسترجاع الزمني، في مقابل تقليص دور المشاهد البصرية المباشرة، الأمر الذي شكّل نقاشًا واسعًا حول كيفية معالجة التحولات في بنية القصة، خاصة في الثلث الأول منها، الذي تراكمت فيه معلومات كثيرة دون تمهيد بصري كافٍ.
الطابع الفني والاتجاه الإخراجي
اختار الفيلم المزج بين الأسلوب الشعبي التقليدي والإخراج المستند إلى تركيبات بصرية سريعة ومؤثرات صوتية قوية، مع اعتماد واضح على القوالب المعروفة في سينما الأكشن والدراما الاجتماعية. القطعات الإخراجية متسارعة، وتم توظيف الموسيقى التصويرية والمؤثرات في لحظات محددة، مع اختلافات في جودة المونتاج ومستويات الصوت.
وفيما يتعلق بالتصوير، فقد تم الاعتماد على كادرات وظيفية تفي بالغرض السردي، مع تشبع لوني مرتفع، بينما بدت حركة الكاميرا محدودة، بلا مغامرة بصرية لافتة.
رمزية العنوان
يحمل اسم “الدشاش” دلالة رمزية ترتبط بحدث في طفولة البطل، حين تعلّم من جده كسر زجاج السيارات، وهو تفصيل ظهر في مشهد عابر ضمن الحكاية، يُستخدم لتفسير اسم الشخصية. ومع تطور القصة، يتبين أن اسم البطل الحقيقي هو “بدير”، بينما “الدشاش” هو اسم الجد، في إشارة إلى ثنائية الاسم والهوية، والارتباط الرمزي بين الجذور والعنف كخلفية نفسية.
البُعد الأخلاقي والموضوعات المركزية
تتعرض قصة فيلم الدشاش لمجموعة من الموضوعات المتصلة بالتوبة، والعدالة، والخديعة، والعائلة، والمال، والإرث، في إطار درامي يعتمد على المواجهات وتبدّل القيم. وقد برزت بعض المشاهد ذات الطابع الوجداني القوي، مثل مشهد القطة الذي يحمل دلالة على الصفاء الداخلي والندم، ويُعتبر من أبرز اللقطات تأثيرًا في مجريات الفيلم.
كما تُطرح فكرة الوثيقة المفقودة، والشهادة الغائبة، وتوزيع الثروة، كأدوات درامية للربط بين ماضي الشخصية وحاضرها، ولبناء التوتر الدرامي دون الإفصاح الكامل عن التفاصيل في بعض الأحيان.
الشكل العام
تم تقديم الفيلم في زمن عرض يصل إلى أكثر من ساعتين، وهو ما أثار النقاش حول مدى ملاءمة مدة العرض مع طبيعة المادة الدرامية. كما اعتمد السيناريو على الحوار أكثر من الفعل، وهو ما خلق تفاوتًا في تفاعل المتابعين مع تسلسل الأحداث.