شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا خلال التداولات الآسيوية يوم الإثنين، عقب إعلان تحالف أوبك+ عن رفع الإنتاج بمعدل أعلى من المتوقع اعتبارًا من الشهر المقبل، ما أثار مخاوف متزايدة بشأن تخمة المعروض في الأسواق.
وفي الوقت ذاته، واصلت الأسواق مراقبة تطورات ملف التجارة الأمريكية، حيث أفادت تقارير أن الرئيس دونالد ترامب قرر تأجيل تنفيذ التعريفات الجمركية من 9 يوليو إلى 1 أغسطس، مما زاد من حالة الترقب والغموض.
وبحلول الساعة 04:06 صباحًا بتوقيت السعودية، هبطت العقود الآجلة لخام برنت (تسليم سبتمبر) بنسبة 1.1% إلى 67.50 دولار للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.1% لتسجل 65.59 دولار للبرميل. وكان العقدان قد حققا مكاسب الأسبوع الماضي تراوحت بين 1% و2%، بعد سلسلة خسائر سجلت في أواخر يونيو وفقا لبياناتinvesting.
زيادة إنتاج غير متوقعة من أوبك+
أعلنت أوبك+ يوم السبت عن خطتها لزيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا في أغسطس، متجاوزة توقعات السوق ومتسببة في ضغوط هبوطية على الأسعار.
وتُعد هذه الزيادة أكبر من تلك التي نُفذت خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو، والتي بلغت 411 ألف برميل يوميًا، وتُنفذ بوتيرة أسرع بثلاث مرات من خطة التخفيض التدريجي الأصلية.
كما ألمحت المجموعة إلى إمكانية تنفيذ زيادة إضافية مماثلة خلال سبتمبر، على أن يتم اتخاذ القرار في اجتماعها المقبل في 3 أغسطس.
وتأتي هذه القرارات ضمن توجه أوسع للتراجع عن التخفيضات الطوعية التي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا والتي كانت قد تبنتها دول كبرى مثل السعودية وروسيا لدعم الأسعار في وقت سابق من العام.
وكتب محللو ING في مذكرة:
“لا شك في أن أوبك+ غيّرت استراتيجيتها من دعم الأسعار إلى حماية حصصها السوقية، وتُعد الزيادة الأخيرة تأكيدًا واضحًا على هذا التحول.”
وأضافوا:
“الزيادة الكبيرة في المعروض قد تؤدي إلى تفاقم الفائض في السوق لاحقًا هذا العام، مما يعزز التوقعات بمزيد من التراجع في الأسعار.”
اطلع ايضا:أوبك+ تسرّع وتيرة زيادة إنتاج النفط وتضيف 548 ألف برميل يومياً في أغسطس
تأجيل الرسوم الجمركية يزيد الضبابية
في سياق آخر، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدة اتفاقيات تجارية، مضيفًا أن بلاده ستُخطر شركاءها التجاريين بزيادة الرسوم الجمركية بحلول 9 يوليو، على أن يبدأ تطبيق المعدلات الجديدة اعتبارًا من 1 أغسطس.
ويُعد هذا التأجيل تحركًا يُبقي الأسواق في حالة ترقب، ويضيف مزيدًا من الغموض بشأن سياسة ترامب التجارية.
وتُثير هذه التطورات مخاوف من تأثير القيود التجارية على النمو العالمي، إذ يخشى المستثمرون من أن تؤدي الحواجز الجمركية إلى تباطؤ اقتصادي ينعكس سلبًا على الطلب العالمي على الطاقة.