حافظت معظم العملات الآسيوية على تداولها ضمن نطاق ضيق يوم الثلاثاء، وسط استقرار الدولار من خسائره الأخيرة مع تصاعد التكهنات حول احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
وكانت الروبية الهندية الأسوأ أداءً في المنطقة، متأثرة بتراجع مستمر عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية صارمة على الهند بسبب شرائها للنفط الروسي. يأتي ذلك في وقت يتركز فيه الاهتمام هذا الأسبوع على اجتماع بنك الاحتياطي الهندي.
وسجلت معظم العملات الإقليمية مكاسب قوية خلال الجلستين السابقتين، بدعم من بيانات الرواتب الأمريكية الضعيفة التي زادت من توقعات خفض أسعار الفائدة، ما أثر سلباً على الدولار. إلا أن الدولار الأمريكي وجد بعض الدعم يوم الاثنين، مما ضغط على العملات الآسيوية. كما ساهمت المخاوف من دخول التعريفات الجديدة التي فرضها ترامب حيز التنفيذ هذا الأسبوع في تعزيز الدولار وفقا لبيانات انفستنغ.
استقر زوج الدولار مقابل الين الياباني (USDJPY) حول 147.17 ين، مدعوماً ببيانات إيجابية لمؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات لشهر يوليو.
وحركت قراءة مؤشر مديري المشتريات للخدمات لشهر يوليو التي جاءت أفضل من المتوقع، زوج الدولار مقابل اليوان الصيني (USDCNY) بشكل طفيف.
كما ارتفع زوج الدولار مقابل الوون الكوري الجنوبي (USDKRW) بنسبة 0.1% بعد صدور بيانات متباينة لمؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو، في حين ظل زوج الدولار مقابل الدولار الأسترالي (AUDUSD) مستقراً، ولم يشهد زوج الدولار مقابل الدولار السنغافوري (USDSGD) أي تغيير يُذكر.
وفيما يخص الروبية الهندية، تراجع زوج الدولار مقابل الروبية (USDINR) إلى مستوى قياسي منخفض عند 88.1020 روبية، متأثراً بالتهديدات الأمريكية بفرض تعريفات شديدة على الهند بسبب استمرار شراء النفط الروسي. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في الأسبوع الماضي تعريفات بنسبة 25% على الهند وهددت بتشديد العقوبات، حيث أكد ترامب مجدداً يوم الاثنين عزمه رفع التعريفات بشكل كبير على السلع الهندية.
وتعكس هذه التعريفات المرتفعة تهديداً بزيادة الضغوط على الاقتصاد الهندي، نظراً لاعتماده الكبير على السوق الأمريكية للصادرات، إذ سجلت الهند فائضاً تجارياً بحوالي 44 مليار دولار مع الولايات المتحدة خلال عام 2024.
يأتي ذلك قبل اجتماع بنك الاحتياطي الهندي هذا الأسبوع، الذي يُتوقع أن يتخذ قراراً بخفض أسعار الفائدة، في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة.
على الصعيد العالمي، استقر مؤشر الدولار وبعض العقود الآجلة له بشكل طفيف في تداولات آسيا بعد موجة خسائر حادة منذ يوم الجمعة. ويتزايد توقع المتداولين بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار لا يقل عن 25 نقطة أساس في سبتمبر، بعد صدور بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر يوليو التي جاءت أضعف من التوقعات.
اقرا المزيد:انخفاض أسعار الذهب نتيجة ضغوط جني الأرباح
كما أظهرت مراجعات تنازلية لبيانات الشهرين السابقين تباطؤاً مستمراً في سوق العمل الأمريكي، مما يعزز فرص خفض أسعار الفائدة.
وحسب مؤشر CME FedWatch، بلغت احتمالية خفض سعر الفائدة في سبتمبر 91.4%، مقارنة بـ61.7% في الأسبوع الماضي، مما يعكس توقعات متزايدة بين المستثمرين.
